إستراتيجيّة السَّلام
الإسلام دين الحكمة والقرآن الحكيم هو دستوره ، وهو منزل من حكيم عليم. ورسول الله صلىاللهعليهوآله وهو أحكم العلماء على مدى العصور والدهور ، باعتراف العدوّ والصديق ، والقاصي والداني ، وكلّ مَنْ اطّلع على حياته الشريفة وأخلاقه العظيمة لا بدّ أن يأخذه العجب العجاب من حكمته وخلقه العظيم ، وحنكته السياسيّة الفريدة.
الحكمة : هي وضع الشيء في موضعه المناسب له كما قالوا في تعريفها ، فهل من الحكمة أن نجبر الخلق على الإسلام أو الإيمان؟
وهل من الحكمة أن يُقاتَل كلّ مَنْ يخالفنا الرأي؟!
وهل من الحكمة أن نُبيد أهل الأديان السابقة ؛ لأنّها قد نُسخت بالإسلام؟!
وهل من الأخلاق أن نقتل مَنْ نشاء ، كيف نشاء ، ومتى نشاء ، دون أيّة ضوابط شرعيّة ، أو أيّة قيود عقليّة ، أو شروط منطقيّة لذلك؟!
لا هذا ولا كلّ ما يمتّ إليه بصلة من الإسلام في شيء ، بل الإسلام أمر بعكسه تماماً ، والإسلام هو دين المحبّة والأخوّة والسَّلام ، وأخلاقيّاته معروفة للجميع ومشهود لها بالطهارة.
(إنّما الأصل الذي يدعو إليه الإسلام هو السَّلام ، وليست الحروب والمقاطعة ، وما أساليب العنف ، إلاّ وسائل اضطرارية وشاذّة ، وهي على خلاف الاُصول الأوّليّة الإسلاميّة ، حالها حال الاضطرار لأكل الميتة وما أشبه ،