الموتُ أولى من ركوبِ العارِ |
|
والعارُ أولى من دخولِ النارِ |
والله ما هذا وهذا جاري
بين الدم والسيف صراع علني أحياناً وخفي حيناً آخر ، فإذا كان في العلن انتصر الدم على السيف ، وإذا كان في الخفاء انتصر السيف على الدم. ومن هنا فإنّ كلّ أعداء السَّلام في التاريخ يريقون الدماء في الظلام ، ويغسلون عنها أيديهم في العلن ، وماذا سيبقى من الضمير العالمي إذا كان السَّلام يُذبح كلّ يومٍ بمنظرٍ وبمسمعٍ من كلّ الناس في كلّ مكان.
إنّ الحسين عليهالسلام وقّع على وثيقة استشهاده ؛ لينقذ السَّلام المذبوح ، وشتان بين مَنْ يقبل التوقيع على وثيقة إعدامه لينقذ الأُمّة المُحبطة ، وبين مَنْ يوقّع على وثيقة إعدام أُمّته وسلامها لينقذ نفسه أو حزبه. فالأوّل موقف الشهداء والحسين سيّدهم ، والثاني موقف قاتلي الشهداء ويزيد رئيسهم.
وعندما بحث الحسين عليهالسلام عن السَّلام كان يريده للجميع ، فهو ليس من الذين يتحدّثون عن خلاص الأُمّة وهم يتاجرون بآلامها.
وإذا أقمنا الحزن على سيّد الشهداء كلّ سنة فهو تقصير ، أمّا إذا أقمنا عليه الحزن كلّ ساعة فهذا توقير ، كلّ ذلك لأنّ السَّلام يُذبح كلّ ساعة ، فالحزن على فقد قلب الحسين الذي بحث عن السَّلام ، فهل نبحث عن السَّلام في قلب الحسين من جديد؟
ويبقى الحسين هو الشهيد الشاهد على اغتيال السَّلام بسيوف البغي (١).
__________________
١ ـ مجلة النبأ ص ٨٥ عدد ٦٦ (بتصرّف).