ومن انتقل إلى دين أهل الكتاب بعد مبعث النبي عليهالسلام لم يقبل منه ولم تثبت لأولادهم حرمة ولم يقروا عليه ، وإن كان قبله وقبل التبديل قبل وأقر أولادهم عليه ، وثبت لهم حرمة أهل الكتاب.
______________________________________________________
قوله : ( ومن انتقل إلى دين أهل الكتاب بعد مبعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم تقبل منه ، ولم تثبت لأولادهم حرمة ، ولم يقروا عليه. وإن كان قبله وقبل التبديل قبل وأقر أولادهم عليه ، ويثبت لهم حرمة أهل الكتاب ).
أراد المصنف بهذا البحث تحقيق حال أهل الكتاب ، والأحوال أربعة ، لأن أول دخولهم في ذلك الدين : إما أن يكون قبل تطرق التحريف والنسخ إليه ، أو بعدهما ، أو بعد التحريف وقبل النسخ ، فهذه أحوال ثلاثة ، والرابع أن يشكل الأمر فلا يعلم شيء من ذلك.
ففي الأول لا شك في قبول ذلك الدين منهم ، وثبوت حرمة أهل الكتاب لهم ولأولادهم ، وجواز مناكحتهم عند من يجوّز مناكحة أهل الكتاب.
وفي الثاني إن كان دخولهم بعد بعثة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لم يقروا عليه ، ولم يثبت لهم حرمة أهل الكتاب ، لسقوط حرمة ذلك الدين بنسخة ، ووجوب دخولهم في دين الإسلام. نقل المقداد في التنقيح الإجماع على أن من دخل في دين أهل الكتاب بعد مبعث نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يقر عليه (١) ، وهذا مناف لما ادعاه الشارح فخر الدين في بحث الانتقال ، وهو المطلب الثالث في ثبوت الخلاف في ذلك (٢).
__________________
(١) التنقيح الرائع ٣ : ١٠١.
(٢) إيضاح الفوائد ٣ : ٩٧.