والى أمة يريد شراءها وإلى شعرها ومحاسنها ، دون العكس ،
______________________________________________________
الثياب ، وعليه تنزل عبارة الكتاب ( ومحاسنها وجسدها من فوق الثياب ) وعلى هذا فيناسب أن يكون : ( وجسدها ) حينئذ عطفا تفسيريا لقوله : ( ومحاسنها ).
نعم ما يلزم من رؤية الشعر رؤيته غالبا ـ كالأذنين والعنق ـ ينبغي القول بجواز النظر إليه ، لاستدعاء إباحة النظر إلى الشعر إباحة. النظر إليه ، ويلوح من عبارة التذكرة (١) أن المحاسن الوجه والكفان ، حيث أن ذلك مجمع المحاسن ، وهو خلاف الظاهر.
ويجوز تكرار النظر إلى ذلك مرة بعد اخرى ، وإدامته ، والنظر إليها قائمة وماشية وجالسة ، لأن الغرض لا يتم إلا بذلك ، ولإطلاق النصوص بالنظر ، وهو يتناول ذلك ، ولقوله عليهالسلام : « إنما هو مستام » (٢). ولا يشترط استئذانها في النظر ـ خلافا لمالك (٣) ـ للعموم ، بل لا ينبغي ، لأنها ربما زينت نفسها وأخفت عيبها ، ففات مقصود النظر. وكما يجوز [ نظر الرجل إلى المرأة ] (٤) عند إرادة النكاح ، فكذا العكس ، لاشتراك مقصود النظر بينهما ، ولأن المرأة ربما رأت من الرجل ما يدعوها إلى إجابته (٥).
قوله : ( وإلى أمة يريد شراءها ، وإلى شعرها ومحاسنها ، دون العكس ).
يجوز النظر إلى امة يريد شراءها قطعا ، لرواية أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل يعترض الأمة ليشتريها؟ قال : « لا بأس بأن ينظر إلى محاسنها ويمسّها ، ما لم ينظر إلى ما لا ينبغي له النظر إليه » (٦).
__________________
(١) تذكرة الفقهاء ٢ : ٥٧٢.
(٢) التهذيب ٧ : ٤٣٥ حديث ١٧٣٥.
(٣) انظر : بلغة السالك ١ : ٣٧٧.
(٤) ما بين المعقوفتين أثبتناه من النسخة الحجرية لجامع المقاصد ، لاضطراب العبارة في « ش » و « ض ».
(٥) في « ض » : ما يدعو لاجابته.
(٦) الفقيه ٤ : ١٢ حديث ٩ ، التهذيب ٧ : ٧٥ حديث ٣٢١.