مقترنة بالعناء والشقاء
والدماء. من ذلك اليوم وعلى طول الخطّ حتّى يومنا هذا الذي نعيش فيه.
نعم ، يفصلنا عن عاشوراء قرون وسنون
متطاولة ، إلاّ إنّنا نحياها في كلّ عام ، بل في كلّ يوم ، وكأنّها تحدث الآن ، مع
فرق واحد وجوهري ، هو أنّنا في عصر النور والحضارة الإلكترونية العملاقة ، فأيّ
حادث أو حديث يجري في العالم يصل باللحظة ، ومباشرة إلى أربع جهات المسكونة
بالفضائيات المختلفة.
ألم نرَ ونسمع ونتعجّب ممّا حدث في
عاشوراء هذا العام (١٤٢٥ هجرية) الدامي في كربلاء الإمام الحسين عليهالسلام؟! ألم يهتزّ ضمير
العالم الحيّ على الأحداث التي جرت ، والدماء التي تفجّرت من أجساد المؤمنين التي
تحوّلت إلى أشلاء ممزّقة ، ولا ذنب لهم إلاّ حبّهم وولاؤهم وشوقهم لزيارة مولاهم
سيّد الشهداء ، والدعاء تحت قبته الشامخة؟
ولقد هزّت تلك الأحداث هذا الكربلائي
المولد ، الحسيني الولاء والخطاب ، ففاضت قريحته بالكثير من المحاضرات ، وأحيا
العديد من المجالس الحسينيّة في مختلف دول العالم المعاصر ، لا سيما الدول العربية
كالكويت ، وقطر ، والسعودية ، والإمارات العربية المتّحدة ، ولبنان ، وسورية الشام
، وكذا تركيا ، وكذلك في الدول الأوروبية كبريطانيا ، وفرنسا ، وبلجيكا ، وهولندا
، وألمانيا ، والسويد ، والدانمارك ، والنرويج ، وفنلندا وكندا.
وراح يفضح بها اُولئك الذين يكنُّون
العداء لكلّ الأُمّة الإسلاميّة حين يكفّرونها ، وللإنسانيّة جمعاء حين يعملون على
القتل والإفساد في البلاد والعباد.