هذا الكربلائي المولد والانتماء ، تأثّر بأحداث كربلاء هذا العام أيّما تأثُر ، لا سيما وأنّ ولده الأكبر (مهدي) كان هناك في قلب الحدث ؛ فراح يفكّر بطريقة إيجابية يوصل بها رسالة الإسلام إلى العالم ، وأراد بالبحث في أخلاقيات الإمام الحسين عليهالسلام القرآنية أن يقول للعالم أجمع : هذا هو الإسلام الذي جاء به الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآله ، قمّة الأخلاق والإنسانيّة. ويقول للسلفية الوهابيّة : هذا هو الإمام الحسين عليهالسلام الذي نأتم به ونقتدي بمسيرته ، ونهتدي بهداه ، ونحيي ذكراه ، ونفديه بأرواحنا ، فهو ابن الإسلام ، ومطّبق القرآن بأخلاقيات جدّه وأبيه صلىاللهعليهوآله. فأين أنتم من ذلك كلّه؟!
يا دعاة التكفير لجميع الطوائف الإسلاميّة ، اتقوا الله في الأُمّة ؛ فإنّ عملكم هذا ليس من الدين الإسلامي في شيء ؛ لأنّ الدين المعاملة بالمثل ، والجدل بالتي هي أحسن. لقد ابتدعتم ديناً جديداً لا يقدِّس حتّى رسولنا المصطفى صلىاللهعليهوآله.
اتقوا الله بالعباد والبلاد إن كان ما تزال لديكم إنسانيّة ، وفي قلوبكم رحمة ، وفيكم شيء من بقايا ما نسمّيه الضمير يؤاخذكم ، فاسمعوا لنداء ربّكم ومواعظ نبيّكم ، وأقوال العلماء ، وإلهام القلب ، ووحي الضمير الحيّ ، وتوقّفوا عن أعمالكم الضالّة المضلّة بحقّ هذه الأُمّة التي تكالب عليها الأعداء واللعناء من كلّ جانب ؛ يريدون نهشها وتمزيقها ، وتقطيع أوصالها ، فلا تكونوا أدوات لهم ، إلاّ أنّ المخلصين ، ولا بدَّ من وجودهم فيكم ، يجب أن يرتدعوا ، ويتّقوا الله في هذه الأُمّة المرحومة.
وهذا نداء أخلاقي راقٍ ، بكلمات تطفح بالفضيلة ، وأفعال متّصفة بالجمال