ورد عن الإمام أبي
الحسن عليهالسلام
: «حُرمةَ المؤمنِ والنبيّ صلىاللهعليهوآله
عندَ الله أعظمُ من حُرمةِ الكعبة» .
وأوصياء الأنبياء عليهمالسلام هكذا يرون ، وعليه
يسيرون في حياتهم كلّها ؛ لأنّهم قادة المجتمع ، ومكلّفون بحفظ كرامة الإنسان ، وصيانة
إنسانيّته من أن يتعرّض إليها أحد فيُهينها أو يذلّها ، والمواقف الإنسانيّة تصبغ
حياة الإمام الحسين عليهالسلام
الذي نحن في رحابه الإنساني المميّز.
إذاً ، إنسانيّة الإنسان هي جوهره وأصله
الذي تبني عليه أعماله ونواياه ، تلك هي الطينة أو الخليقة أو السّجيّة في الإنسان
التي جاءت الروايات الكثيرة تعبّر عنها وتبلورها ؛ لإفهامها للبشر ولذوي الخبرة
والنظر.
وفي الحديث : «كلّ يعمل على شاكلته»
، أي أصل
طينته التي خُلق منها ، أو الفطرة التي فطره الله عليها ، ولا تبديل لخلق الله ، والجوهرة
المكنونة المخزونة في أعماق النفس البشرية هي إنسانيته التي تنعكس على مرآة حياته
كأفعال أخلاقيّة راقية ، يقدِّرها كلّ الناس في كلّ عصر ومصر.
الحسين والمساكين
ومن تلك المواقف التي تفيض بالإنسانيّة
، وكلّ حياة الإمام الحسين عليهالسلام
فيّاضة بذلك ، ذاك الموقف الذي تحدّثت عنه كتب السيرة ، أنّ الإمام الحسين عليهالسلام مرَّ بمساكين قد
بسطوا (مدّوا) كساءً لهم ، وألقوا عليه كسراً من
__________________