وأكرم لا أُمَّ لك؟ فقلت : إمّا الحسين بن عليّ ، وإمّا عبد الله بن جعفر (ابن أبي طالب) ، وقد أتيتك بدءاً لتقيم بها عمود ظهري ، وتردّني إلى أهلي.
فقال الحسين عليهالسلام : «والذي فَلَقَ الحبَّةَ ، وبْرَأ النَّسَمَةَ ، وَتَجَلّى بالعظَمَةِ ، ما في مِلْكِ ابْنِ بنتِ نبيّكَ إلاّ مئِتا دينارِ فأعطِهِ إيّاه يا غلامُ ، وإنّي أسْألُكَ عن ثلاثِ خِصالٍ إنْ أنتَ أجبتَني عنْها أتْمَمتُها خَمْسَمئةَ دينارٍ».
فقال الأعرابي : أكلّ ذلك احتياجاً إلى علمي ، أنتم أهل بيت النُبُوَّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة؟!
فقال الإمام الحسين عليهالسلام : «لا ، ولكنْ سَمِعتُ جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أعطوا المعروفَ بقَدَرِ المعْرِفَة».
فقال الأعرابي : فسلْ ، ولا حول ولا قوةّ إلاّ بالله.
فقال الإمام الحسين عليهالسلام : «ما أنْجى مِنَ الهَلَكَةِ؟».
فقال : التوكّل على الله.
فقال عليهالسلام : «ما أرْوَحُ للِمُهمِّ؟».
فقال : الثّقة بالنفس.
فقال عليهالسلام : «أيُّ شيءٍ خيرٌ للعبدِ في حياتهِ؟».
قال : عقل يزينه حلم.
فقال عليهالسلام : «فَإنْ خانهُ ذلكَ؟».
فقال : مال يزينه سخاء وسعة.