والعيش في رحاب دولته ونظامه.
فرسالة الإسلام ونبي الإسلام خير وعطاء ورحمة للبشرية جمعاء : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (١).
ومبدأ (التكافل الاجتماعي) مضمون لكلّ أفراد المجتمع مع تنوّع أديانهم ، وحدث مرّة أن رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أثناء خلافته شيخاً مكفوفاً يستجدي الناس ، فقال الإمام مُستنكراً : «ما هذا؟!».
قالوا : يا أمير المؤمنين ، نصراني.
فقال أمير المؤمنين : «استعملتموه حتّى إذا كبر وعجز منعتموه! أنفقوا عليه من بيت المال» (٢).
وهذا القانون لم يكن موجوداً لا في عهد الإمبراطوريّة الرومانيّة ولا اليونانيّة.
والقانون الإسلامي يحمي حقوق الجميع مع تنوّع أديانهم ، ويسجّل التاريخ بإكبار كيف أنّ مواطناً يهوديّاً نازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في درع ، فحضر الإمام معه مجلس القضاء عند شُريح القاضي ، وجلس في جنب خصمه اليهودي (٣).
__________________
١ ـ سورة الأنبياء : الآية ١٠٧.
٢ ـ المحدّث العاملي في كتابه (وسائل الشيعة) ١٥ ص ٦٦ ، ضمن باب تحت عنوان : أنّ نفقة النصراني إذا كبر وعجز عن الكسب من بيت المال.
٣ ـ موسوعة البحار ٤١ ص ٥٦.