كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) (١).
ويقول سبحانه وتعالى : (وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ) (٢).
فالأرض وخيراتها للأنام جميعاً على اختلاف أعراقهم وأديانهم وتوجّهاتهم.
جاء في الحديث الشريف عن الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم أجمعين) : «صلاح شأن الناس التعايش» (٣).
ودعا رجلٌ بحضرة الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام قائلاً : اللَّهمّ أغنني عنْ خَلقكَ. فردّ عليه الإمام زين العابدين :
«ليس هكذا ، إنّما الناس بالناس ، ولكن قل : اللَّهمّ أغنني عن شرارِ خلقك» (٤).
فالناس بالناس ، ولا تصلح شؤونهم إلاّ بتعايشهم مع بعضهم البعض مهما تنوعّت انتماءاتهم وتوجّهاتهم ، ولكن كيف يتحقّق التعايش مع كلّ هذا التنوّع؟
هناك شرطان أساسيان لتحقيق هذا التعايش :
أوّلاً : ضمان الحقوق والمصالح للأطراف المختلفة : فإذا ما شعر طرف من
__________________
١ ـ سورة الإسراء : الآية ٢٠.
٢ ـ سورة الرحمن : الآية ١٠.
٣ ـ موسوعة البحار ـ للعلاّمة محمد باقر المجلسي ١ ص ١٩٧.
٤ ـ موسوعة البحار ٧١ ص ١٦٧.