المعمورة أدّى بمرور الزمن إلى أن تتكيف مظاهر وأشكال تكوّنهم الجسدي بما يتناسب وظروف المحيط الطبيعي الذي يعيشون فيه ، ونظراً لاختلاف الأجواء والظروف الطبيعية التي تعيشها مجاميع البشر ، فقد أفرزت حالات من الاختلاف في المظاهر والأشكال بين تلك المجاميع.
التنوع الإنساني واللغوي : ومن أجلى ألوان التنوّع في حياة البشر تنوّع اللغات وتعدّدها ، فقد أبان العلماء أنّ هناك حوالي (٣٠٠٠) لغة منطوقة في العالم اليوم ولا تدخل اللهجات في إطار هذا العدد (١) ، ويكفي في الهند وحدها ثمّة (٨٥٠) ألف لغة ولهجة محليّة مستعملة. لقد منح الله تعالى الإنسان القدرة على التعبير عمّا يدور في نفسه عبر النطق والكلام ، يقول تعالى : (خَلَقَ الإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) (٢).
ولذلك يعتبر القرآن تعدد اللغات واختلاف الألسنة آية من آيات الله ، ويذكرها إلى جانب ذكر خلق السماوات والأرض ، يقول الباري (عزّ وجلّ) : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) (٣).
التنوع الديني : وقد تحدّث القرآن الكريم عن تعدد الديانات ، وأثبت ذكر أهم الديانات السماوية والوثنية ، معتبراً ذلك التعدد والاختلاف ظاهرة طبيعية في هذه الحياة ، لما منح الله تعالى
__________________
١ ـ الموسوعة العربية العالمية ٢١ ص ١١٩.
٢ ـ سورة الرحمن : الآية ٣ ـ ٤.
٣ ـ سورة الروم : الآية ١٢٢.