الناس حتّى أصبحت له مقاييس ومعدلات يرصد بها ، كما إنّ الرغبة في العلم والمعرفة تختلف من شخص إلى آخر ، يقول تعالى : (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (١).
تفاوت الحالة الاقتصادية : كما إنّ البشر في حياتهم المعيشيّة الماديّة ووجهها الاقتصادي متغايرون أيضاً ، فيوجد غني وفقير ، وفيما بينهما درجات عدّة متفاوتة ، يقول تعالى في سورة الزخرف : (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً) (٢).
حيث إنّ تفاوت المواهب والقدرات والرغبات بين أبناء البشر هو الذي يشعرهم بحاجتهم إلى بعضهم البعض ؛ فالبشر ليسوا نسخاً مكرّرة ، إنّما هم متفاوتون ممّا يدفعهم للتعامل مع بعضهم ، وتسخير بعضهم البعض لصالح المجموع ، ولتقدّم حركة الحياة. وهذا التفاوت يترتّب عليه تمايز مستوى المعيشة واختلاف أنماطها.
التنوّع العرقي والقومي : رغم أنّ مصدر الإنسانيّة رجل واحد وامرأة واحدة ، هما آدم وحواء ، كما يقول تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً) (٣).
إلاّ أنّ استمرار حركة التناسل البشري ، واتّساع رقعة معيشتهم على سطح
__________________
١ ـ سورة يوسف : الآية ٧٦.
٢ ـ سورة الزخرف : الآية ٣٢.
٣ ـ سورة النساء : الآية ١.