هناك تنوّع في أشكالهم ، ومهامهم ومقامهم ، يقول تعالى :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١).
أمّا بالنسبة لعالم الإنسان فقد تحدّث القرآن الحكيم عن العديد من جوانب التنوّع في حياته ، وضمن الأبعاد المختلفة.
التمايز الفردي : هناك نوع من التميّز الشخصي لكلّ فرد من أفراد البشر ، فصورته وصوته يميّزانه عن الآخرين ؛ ولذلك اعتمد التصوير الفوتوغرافي ، والتسجيل الصوتي للدلالة على الشخص.
وكذا نرى خطوط أصابع يد الإنسان تسجّل تمايزاً دقيقاً بين أفراد البشر ، فإبهام كلّ إنسان والخطوط الموجودة فيه لا تتشابه مع أيّ إنسان آخر مهما كانت درجة القرابة بينهما ، حتّى في الحيّز الوراثي الواحد وحتى في التوأم ؛ ومن هنا يعتبر أخذ بصمات الإنسان دليلاً ثبوتيّاً واضحاً يستدلّ بها عليه ، ولعلّ في قوله تعالى : (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) (٢) إشارة إلى هذه الحقيقة العلميّة ، تسبق ما أثبته العلم أخيراً في هذا المجال ، حيث أصبح لدينا علم مستقل بذاته يسمّى (علم البصمات) ، يستفاد منه في القانون الجنائي وتعتمد عليه الدوائر الأمنيّة في مكافحة الجريمة ومعرفة المجرمين.
تفاوت على مستوى العلم والمعرفة : مستوى الذكاء والفطنة يتفاوت بين
__________________
١ ـ سورة فاطر : الآية ١.
٢ ـ سورة القيامة : الآية ٤.