والحضور مهيب ، والقارئ خطيب ، والناس متفاعلة معه ، يستمعون إليه والدموع تجري على خدودهم من خشية الله ؛ لما يحتويه هذا الدعاء الشريف من معاني لطيفة وجميلة.
وبعد الانتهاء من قراءة الدعاء يقوم بعض الإخوة من الزوّار من أهل الخير بتوزيع الحلوى على الحضور ؛ طلباً للأجر والثواب من ربّ الأرباب.
وكنت واقفاً بمسافة عنهم ، وإلى جانبي شاب ، فقدّموا له الحلوى فرفضها ولم يأخذها ، فقلت له : أخي العزيز ، لماذا لم تأخذ الحلوى؟
فقال : هؤلاء كفّار.
قلت : كيف ذلك وهم يقرؤون هذا الدعاء الربّاني التوحيدي؟!
قال : هم كفّار كفّار. وبعصبية وغضب.
قلت : هل سمعت ماذا كانوا يقرؤون؟ إنّهم يقرؤون دعاء كميل الذي فيه هذه الكلمات الرائعة : «اللّهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء ، وبقوّتك التي قهرت بها كلّ شيء. اللّهمَّ اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ، اللّهم اغفر لي الذنوب التي تُنزل النقم ، اللّهمّ اغفر لي الذنوب التي تُغيّر النعم ، اللّهمّ اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء ، اللّهمّ اغفر لي الذنوب التي تُنزل البلاء ، اللّهمّ اغفر لي الذنوب التي تقطع الرّجاء ، اللّهمّ اغفر لي كلّ ذنبٍ أذنبته ، وكلّ خطيئةٍ أخطأتها» (١).
فقاطعني قائلاً : أنت من أين؟
__________________
١ ـ مفاتيح الجنان ص ٩٦ ، الدعاء والزيارة ص ١١٩.