ويكفّرون الحجّاج على هواهم.
فهذا كافر ، وذاك مشرك ، والآخر عابد صنم ، وهذه الكعبة أحجار لا تضرّ ولا تنفع ، وهذا كذا ، وذاك كذا ، ويقسّمون الناس ويعطوهم شهادة الموحّد ، أو الكافر أو المشرك وغير ذلك.
وبينما كنتُ عند حِجر أبينا إسماعيل عليهالسلام قلت لأحد الحجّاج المتعصّبين المغررين : انظر هل هذا من الإسلام في شيء؟! هؤلاء حجّاج قطعوا آلاف الأميال للحجّ ، وتجشّموا العناء بالسفر والمشقّة والتعب ، وهم مسلمون موحّدون ، ويعتقدون باُصول الدين وفروعه.
قال : هذا حجر لا أكثر ولا أقل.
قلت : والحجر الأسود ماذا يكون؟ فسكت ولم يحر جواباً.
فقلت : وغلاف القرآن أليس من الجلد أو النايلون وجلود الحيوانات ، فلماذا تقبّله أنت؟
قال : نعم ، وهل هذا حرام؟ قلت : لا أبداً ، ولكن لماذا تقبّله؟
قال : لأنه يحوي القرآن.
فقلت : ما الفرق بين هذا وذاك؟ نحن لا نريد الحجر بل نريد ما وراء الحجر يا أخي.
فسكت ولم ينبث ببنت شفة.
فاستطردتُ قائلاً : فلو سلّمنا جدلاً بما تقولون ، فهذه عقائد الناس التي يؤمنون بها كما لكم عقائدكم ، فدعوا الناس وعقائدهم ، واتركوهم يعبدون