فزهرة الياسمين بهذا الشكل البسيط ، واللون الناصع البياض ، والعبق العجيب الذي يجعلها تختلف عن كلّ الزهور في الدنيا ، وهكذا الفُل والنرجس النعسان ، وشقائق النعمان وغيرها كثير.
أدور باحثاً في رياض سيدي ومولاي الإمام الحسين عليهالسلام ، ريحانة جدّه الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، وفلذة أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وبضعة أُمّه سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وصنو أخيه الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، فهل لك أن تسأل من أين استقى الإمام الحسين عليهالسلام كلّ تلك الفضائل الأخلاقيّة؟
إنّه وإن كان الإمام الحسين عليهالسلام هو بذاته نبع فضائل وفيض كمائل إنسانيّة ، ينتصب علَمَاً ومناراً للإسلام والإيمان ، إلاّ أنّنا نعود إلى النسق الطبيعي للبشريّة والتربية الإنسانيّة ؛ لنعرف كيف تربّى الإمام الشهيد في أحضان البشر قبل تقلّبه في أحضان الوحي المقدّس. وهذا يهمنا في بحثنا هذا ؛
لأنّنا نريد أن نتحدّث عن أبي الأحرار الإمام الحسين عليهالسلام كإنسان بشري ، خُلق على هذه الأرض في تلك البقعة المباركة ، وذاك الزمان الموغل في القدم ؛ لنتعلّم منه أصول التربية الإسلاميّة ، وأُسس الأخلاق الإيمانيّة ، ونرى أين نحن المسلمون في هذا العصر من ذاك كلّه ، لا سيما دعاة التكفير وحاملوا لواء الخوارج في هذا العصر الخطير الذين يرون لأنفسهم ديناً خاصّاً لا أحد من المسلمين يشاركهم فيه ؛ فيكفّرون الأُمّة الإسلاميّة برمّتها ، ويتعاملون معها بأخلاقيّات شاذّة ما أنزل الله بها من سلطان ، أقلّها استباحة الدم والعرض والمال ، بفتوى أشبه شيء بالجنون والهذيان.