الأطهار عليهمالسلام والشهداء والصحابة الأجلاّء.
الشوق والحبّ يسوقان المسلمين إليك يا رسول الله ليس إلاّ ، فهم لم يروك عياناً ، بل يطمعون برؤية محيّاك ولو بالمنام ، إلاّ أنّهم قرؤوا وصفك ، وسمعوا سيرتك العطرة ، واعتنقوا ديانتك الحنيفيّة ، وها هم الآن يقفون أمام قبرك خاشعين ، وإلى الله داعين ضارعين ، تكسوهم الهيبة ، ويجلّلهم الخشوع أمام عظمة أعظم مخلوق خُلق ، وينتشي القلب بعد أن يشمّ العبير الطيّب الذي يفوح من ذاك القبر المقدّس الذي هو أطيب من المسك وغيره ، ويسمو الفكر ، وترفرف الروح في فضاء من الروحانيّة والنورانيّة المقدّسة التي لا يمكن وصفها ؛ لأنّها من الشعور الذي لا يوصف أبداً ، وإنّما يُحسّ ويُعاش ممّنْ هم من أهل الإيمان ؛ ولذا وربما باللاشعور تهجم إلى القفص الحديدي ، أو إلى الشباك المطلّ على القبر ، أو الجدار أو أي شيء يمكن لك أن تلمسه ، وكلّما كان أقرب كان الأمر أطيب والمكان أهيب ؛ وإذا لم تستطع شيئاً من ذلك فلا شك أنّك ستشير إشارة بيدك من بعيد إلى ذلك المكان المقدّس الشريف.
وبينما أنت بكلّ هذه الروحانيّة التي لا تحبّ أن يقطعها عليك أحد ، تُفاجأ بعناصر وأفراد الوهابيّة يصيحون ويصرخون دون خوف من الله ، ولا احترام لرسوله الكريم صلىاللهعليهوآله الذي أمرنا الله سبحانه باحترامه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) (١).
بل يهجمون عليك ، وربما ضربوك إذا مددت يدك باتّجاه الحبيب
__________________
١ ـ سورة الحجرات : الآية ٢.