المصطفى صلىاللهعليهوآله ، ويقذفونك بالكفر والشرك قائلين : لا تَدْعُ ، لا تتوسّل بالرسول ، لا تلمس القفص ؛ إنّه حديد لا ينفع. لا تقف هنا ... لا ... لا ، وألف لا.
فقلت لأحدهم مرّة : فلماذا جئنا إلى المدينة إذن ، وتحمّلنا مشاقّ السفر لقطع آلاف الأميال؟ فلماذا نأتي وتأتي الملايين إلى المدينة أصلاً؟
فقال : للصلاة في المسجد النبوي.
قلت : وقبر النبيّ صلىاللهعليهوآله وزيارته؟
قال : محمد مات وانتهى أمره.
قلت : النبي صلىاللهعليهوآله يوصينا بزيارة قبره الشريف بقوله : «مَنْ حجّ ولم يزرني فقد جفاني» ، وروايات كثيرة بهذا المعنى ملأت كتب المسلمين ، وأنت تمنعنا من زيارته؟!
فقال : اذهب أنت رافضي ، رافضي لا ينفع معك الكلام.
قلت : لماذا تمنعنا من الوقوف والنظر إلى قبر حبيب الله بينما أنت واقف وظهرك إلى قبر النبي صلىاللهعليهوآله ، وهذا إهانة لرسول الله صلىاللهعليهوآله؟!
فتركني وذهب ولم يجبني.
إنّه الجفاء والغلظة ، وضيق الصدر الذي تتّصف به هذه الجماعة.
وكم أستحضر سيرة رسول الإنسانيّة وسيّد الكائنات صلىاللهعليهوآله فأقول في نفسي : الله أكبر! ما أعظمك يا رسول الله صلىاللهعليهوآله! وما أعظم صبرك ، وأوسع صدرك الشريف! كم تحمّلت الأذى من مثل هؤلاء في حياتك ، وأنت القائل : «ما أوذي