وعن الحسن بن الجهم قال : سألت الرضا عليهالسلام : جُعلت فداك ، ما حدّ التوكّل؟
قال لي : «أن لا تخاف مع الله أحداً».
قال : فقلت : فما حدّ التواضع؟
قال : «أن تُعطي الناس من نفسك ما تحبّ أن يعطوك مثله».
قال : قلت : جُعلت فداك ، أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك؟
فقال : «انظر كيف أنا عندك».
وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول : «حَسِّنْ مع جميع الناس خُلقك ؛ حتّى إذا غبت عنهم حنّوا إليك ، وإذا متّ بكوا عليك ، وقالوا : إنّا لله وإنّا إليه راجعون. ولا تكن من الذين يُقال عند موته : الحمد لله ربّ العالمين» (١).
هذه أخلاق الأُمم الحضارية ، هذه هي أخلاق الله الذي ربّى عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي قال : «أدّبني ربّي فأحسن تأديبي» (٢). وعليها ربّى رسول الله صلىاللهعليهوآله أهل بيته الأطهار عليهمالسلام : «نحن صنايع ربّنا ، والخلق من بعد صنايعنا» (٣). وعليها تربّت الأُمّة كلّها منذ اليوم الأوّل للرسالة المباركة ، إلاّ البعيدون عن أخلاق أهل البيت عليهمالسلام ؛ لأنّهم تربّوا على يدي محمد بن عبد الوهاب حديثاً وابن تيمية قديماً ، وفاقد الشيء لا يُعطيه ؛ لأنّهما كانا بعيدين كلّ البُعد عن الخُلق النبوي الشريف.
__________________
١ ـ الأمالي ـ للشيخ الصدوق ص ٣١١ ح٣٦٠ ص ٨.
٢ ـ نهج البلاغة ص قصار الحكم رقم ١٠.
٣ ـ بحار الأنوار ١٦ ص ٢١٠ ، شرح نهج البلاغة ١١ ص ٢٣٣.
٤ ـ الصراط المستقيم ٢ ص ٢٣٥ ، بحار الأنوار ٥٣ ص ١٧٨.