والقائل : (أَلا يَظُنُّ اُولئك أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (١).
٤٤ ـ وضعتم معاولكم في بيت الصحابي الجليل (أبي أيوب الأنصاري) الذي استضاف فيه النبي صلىاللهعليهوآله عند قدومه المدينة المنوّرة قبل بناء حجراته الشريفة ، وقد حافظت عليه كلّ العهود السابقة بما فيها عهد أسلافكم ، فهدمتم هذا الأثر الشريف الذي كان في قبلة محراب المسجد النبوي الشريف ؛ وذلك بزعم أنّ المسلمين (المشركين) يتبرّكون به!
٤٥ ـ كما ردمتم (بيرحاء) التي دخلت في التوسعة ، ولم تتركوا عليها أثراً أو علامة ، كأثر دخله النبي صلىاللهعليهوآله ورد ذكره في صحيح البخاري (٢) وغيره.
ولم تبقوا في المدينة المنوّرة من آثار المصطفى وأصحابه غير المسجد النبوي وحده ، فهلاّ التفتم لخيبر وغيرها ، وهل يجوز أن نقلّد اليهود في إزالتهم لكلّ أثر إسلامي في القدس الشريف فنزيل آثارنا في المدينة المنوّرة؟!
وماذا أبقيتم للأجيال القادمة من تراثنا المجيد؟!
٤٦ ـ وتوسّعتم في إصدار الأحكام باسم الشرع الحنيف في قتل المخالفين لكم من أصحاب الرقية والعلاج الروحي ، وسمّيتموهم (سحرة) ، ولم تفرّقوا بين المحقّين منهم وبين المبطلين منهم ، وتركتم لأنفسكم مطلق الفتوى والحكم
__________________
١ ـ سورة المطففين : الآية ٤ ـ ٦.
٢ ـ انظر صحيح البخاري ٢ ص ١٢٦ كتاب الزكاة ، باب الزكاة على الأقارب ، وصحيح مسلم ١ ص ٦٩٣ كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين ح ٩٩٨.