التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (١) ، فأزلتم هذا الأثر ، وكنّا نشاهده حتّى وقت قريب.
٤١ ـ وكان في مسجد القبلتين علامة على القبلة القديمة إلى المسجد الأقصى المنسوخة ، فأزلتموها باعتبارها بدعة.
٤٢ ـ أزلتم بُستان الصحابي سلمان الفارسي رضياللهعنه حيث كانت هناك نخلة غرسها النبي صلىاللهعليهوآله ، ورَدَمْتُم بئر (العين الزرقاء) قرب قباء ، وبئر أريس (بئر الخاتم) ، ومنعتم مشاهدة بئر رومة التي اشتراها عثمان من اليهودي ، وهناك آثار كثيرة هامّة ؛ إمّا أزيلت كلّية ، أو غُيرت معالمها.
٤٣ ـ وكان لأهل الإحساء من أصحاب المذاهب الأربعة مدارس خاصّة لكلّ مذهب أغلقتموها ومنعتم التدريس فيها (٢) ؛ لأنّه لا يجوز عندكم تدريس ما سوى مذهبكم في المدارس التي تشرفون عليها للذكور والإناث ، ولمّا صاروا يقيمون بعض الدروس في بيوتهم راقبتموهم وضايقتموهم ، وحاصرتموهم وتجسّستم عليهم. فهل هذه أعمال الدعاة الأبرار ، والرجال الأخيار ، التقاة الزهّاد ، الورعين الخائفين من الله تعالى القائل : (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٢)؟!
__________________
١ ـ سورة التوبة : الآية ١٠٨.
٢ ـ المؤلّف : فإذا كانت المذاهب الأربعة قد أُغلقت مدارسهم ، فإنّ أتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام لم يكن لهم مدارس حتّى تُغلق ، بل كان نصيبهم المنع المطلق ، ولا تُدرّس أفكارهم ولا عقائدهم ولا أحكامهم الشرعية ، مع العلم أنّ نفوسهم في المملكة ربع السكّان تقريباً.
٣ ـ سورة البقرة : الآية ٢٨١.