نعم ، إنّها لداهية عظمى ومصيبة كبرى يندى لها جبين الإنسانيّة والتاريخ أن تتهدّم تلك القباب الشامخة التي (أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (١) ، ويسبح له فيها (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ) (٢) ، عباد صالحون يقصدونها للزيارة ومواصلة الودِّ مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وعبادة ربّ العالمين.
ألا يُفجع مَنْ يزورهم وهو قاصد من آلاف الأميال أن يرى القباب مهدّمة ، والأضرحة مهشّمة ، والقبور منتهكة ، والحرمات لأصحاب الحرمة العالية معتدى عليها؟!
بلى والله ، إنّ المؤمن حقّاً تسيل دموعه إذا ذُكر عنده الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآله شوقاً إليه ، أو فاطمة الزهراء على ظلامتها وضلعها المكسور ، والإمام الحسن المجتبى المسموم وظلامته ، والإمام السجّاد المهضوم وعبادته ، والإمام الباقر وعلمه ، والإمام الصادق وحديثه النوراني (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
فترى المسلمين كافة يقصدون المدينة المنوّرة ؛ ليستنيروا بأنوار الأئمّة العظام عليهمالسلام ، ويتمرَّغون بتراب القبور ، فيمنعونهم من الزيارة والبكاء والوصول حتّى إلى القبر الشريف في هذه الأيام!
العيون تدمع ، والقلوب تخشع ، والفؤاد يتفطّر ، والنيران تتأجّج في القلوب
__________________
١ ـ سورة النور : الآية ٣٦.
٢ ـ سورة النور : الآية ٣٧.