أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة |
|
وصاحبها حتّى المماتِ عليلُ |
لكلّ اجتماعٍ من خليلينِ فرقة |
|
وإنّ بقائي عندكم لقليلُ |
وإنّ افتقادي فاطمٍ بعدَ أحمدٍ |
|
دليلٌ على أن لا يدومَ خليلُ (١) |
أليس هذا بكاءً وتوجّعاً ، وعويلاً ورثاءً؟ قل لي بربّك أيّها القارئ المنصف ، هل تعمل بسنّة وسيرة علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) ، أم تعمل بأقوال خوارج العصور المتأخّرة كابن تيميّة ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهما؟!
وقصّة الحسين بن علي عليهالسلام والتجاؤه إلى قبر جدّه الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآله ووداعه ممّا تقدّم في الفصل الأوّل من الكتاب ، فهل تحتاج إلى دلائل على مشروعية زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوآله وبقيّة القبور ، لا سيما أئمّة المسلمين والعباد الصالحين؟!
هذا وقد نُقل عن الصحابة بطرق عديدة أنّ الصحابة كانوا يلجؤون إلى قبر النبي صلىاللهعليهوآله يندبونه في الاستسقاء ، ومواقع الشدائد وسائر الأمراض (٢).
ولا يخفى أنّ وفاة المتوسَّل به لا تنافي التوسّل أصلاً ؛ فإنّ مكانته عند الله لا تزول بالموت كما هو واضح ، هذا مع أنّهم في الحقيقة أحياء كما ذكر الله عزّ وجلّ في حال الشهداء ، فالأنبياء والأولياء (وهم شهداء على كلّ حال) أحقّ بذلك.
__________________
١ ـ موسوعة البحار ٤٣ ص ١٨٣.
٢ ـ وفاء الوفاء ٤ ص ١٣٧٢.