وهم طائفون حول قبر نبيّه الشريف وروضته النورانيّة المباركة ، فراحوا يحرِّضون الناس على عدم الزيارة ، ويمنعون الزائر من استلام الضريح ، أو حتّى الوصول إلى الرخام الموضوع حول القبر الشريف ، وفوق ذلك فهم يدوسونه بأحذيتهم!
لقد أعلنوها حرباً على القبور جميعاً ، وعلى المساجد والقباب التي فوقها ، فدمّروا الذي دمّروه دون وازع من ضمير ، أو رادع من دين ، أو احترام للميت أو الحي مهما كان دينه أو مذهبه ، فعملوا أعمالاً يندى لها جبين التاريخ وما زالوا يعملون!
وقبل الاستطراد بالحديث عن القبور المهدومة ، والحُرم المنتهكة من قبل الوهابيّة ، لا بأس بأن نقدّم كلماتهم وفتاويهم حول هذا الموضوع الذي يعتبرونه من الشرك الأكبر ، ويطلقون عليها (عبادة القبور) ، وعلى فاعليها (بالقبوريين).
اسمعه يقول : والشرك منه ما هو أكبر مُخرج عن ملّة الإسلام ، صاحبه مخلّد في النار إن مات على ذلك.
ومن مظاهر الشرك المنتشرة في كثير من بلاد المسلمين :
ـ الاعتقاد بأنّ الأولياء الموتى يقضون الحاجات ، ويفرِّجون الكربات ، والاستعانة والاستغاثة بهم ، والله سبحانه وتعالى يقول : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ) (١).
ـ وكذلك دعاء الموتى من الأنبياء والصالحين أو غيرهم للشفاعة ، أو
__________________
١ ـ سورة الإسراء : الآية ٢٣.