أن تحارب حيّاً فهذا ممكن وربما يحكم به العقلاء ، أو لا أقل تجد لنفسك مبرّراً لذلك ، ولكن أن تحارب الأموات فهذا الذي لا مبرّر له عند العقلاء!
أن تحارب الله سبحانه وتعالى في رسالته ، ورسولَ الله صلىاللهعليهوآله بذاته وذريّته الطاهرة في الحياة وفي الممات فهذا شيء عجاب والله!
نعم ، إنّ السلفية عامّة والوهابيّة خاصّة أعلنت حربها على رسول الله صلىاللهعليهوآله بكلّ صلافة وجلافة باسم الدين ، فقالوا :
ـ لا يجوز أن نقول لرسول الله صلىاللهعليهوآله سيّدنا أو سيّدي ، فنزعوا عنه السيادة!
ـ لا يجوز أن ترفع صوتك بالصلاة على محمد وآله ، بل إنّ ابن عبد الوهاب كان يجلد وربما قتل مَنْ رفع صوته بالصلاة أمامه!
ـ لا يجوز الاجتماع والجمع للذكر ، والصلاة من أعظم الذكر مهما كان السبب.
كلّ ذلك جاء باسم التوحيد وعدم الشرك ، ولكن كلّ ذلك لم يرق لهم ولم يشف غليل صدروهم ؛ لأنّهم يسمعون المؤذّن يشهد بالرسالة خمس مرّات ، ويصلّي ويسلّم على الحبيب المصطفى بعد الأذان ، فأمروا بإلغائها تماماً بعد الأذان!
ولم يكتفوا بذلك ؛ لأنّهم يرون الناس يضجّون ويعجّون إلى الله بالدعاء