جندب ؛ لأنّه كان يريد أن يُغطّي على عورة هذا الصحابي المفضوحة على الملأ كعورة عمرو بن العاص في صفين.
وهذا ديدن البخاري وعادته في محاولة التغطية والتمويه ؛ لأنّه يعتقد بعدالة الصحابة جميعاً دون استثناء ، وأنّهم كالنجوم ولا يتطرّق إلى أحدهم الشك ، (ومَن طعن بأحد منهم فهو أضلّ من حمار أهله) كما يقول شيخ السلفية ابن تيمية!
ولكن ، أسأله وأمثاله ، ما رأيه بهذا الصحابي (سمرة بن جندب) ، وهذا الطعن واللعن له من الصحابي الثاني عمر بن الخطاب؟!
صحابي يبيع الخمر في عهد عمر ، وعمر يلعنه ، فهل كان أهلاً للعنة؟ أم أنّ عمر كان كما وصف ابن تيمية؟!
وهذا الصحابي الذي يبيع الخمر هو من أهل النار بنصّ حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كما في (سير أعلام النبلاء) للذهبي. والمشهور أنّه وقع في قدر مملوء بالماء الحار جدّاً فمات بالنار في الدنيا ، وله نار الآخرة كما أخبر الصادق الأمين صلىاللهعليهوآله ؛ وذلك لكثرة الدماء التي سفكها في عهد بني أُميّة ، فكان زياد يستخلفه ستة أشهر على البصرة وعلى الكوفة مثلها. قال الذهبي : وقتل سَمُرَةُ بشراً كثيراً ، وما في الأرض بقعةٌ نشفَتْ من الدم ما نَشفَتْ هذه ـ يعنون دار الأمارة ـ قتل بها سبعون ألفاً.
قيل : مَنْ فعل ذلك؟ قال : زيادٌ وابنه (عبيد الله) وسَمُرة (بن جندب) (١).
__________________
١ ـ انظر سير أعلام النبلاء ٣ ص ١٨٥ ترجمة ٣٥.