ولا تظنّ أنّ هذا الصحابي الذي يدافع عنه الناس كان يبيع الخمرة ولا يشربها ، لا بل كانت لا تفارقه أبداً.
ويحدّث ابن أبي الحديد قائلاً : جاء رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله فأتياه فإذا هو سمرة بن جندب ، وإذا عند إحدى رجليه خمر وعند الأُخرى ثلج.
فقلنا : ما هذا؟! قالوا : به النقرس.
وإذا القوم قد أتوه ، فقالوا : يا سمرة ما تقول لربّك غداً؟ تؤتى بالرجل فيقال لك : هو من الخوارج فتأمر بقتله ، ثمّ تؤتى بآخر فيقال لك : ليس الذي قتلته بخارجي ذاك فتى وجدناه ماضياً في حاجته فشبّه علينا ، وإنّما الخارجي هذا فتأمر بقتل الثاني؟
فقال سمرة : وأيّ بأس في ذلك؟! إن كان من أهل الجنّة مضى إلى الجنّة ، وإن كان من أهل النار مضى إلى النار (١)!
هذا الصحابي الذي رفض نخل الجنّة بضمانة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، هو الذي قال بحقّه محمد بن سليم : سألت أنس بن سيرين ، هل كان سمرة قتل أحداً؟
قال : وهل يُحصى مَنْ قتل سمرة بن جندب؟! استخلفه زياد على البصرة وأتى إلى الكوفة ، فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس ، فقال له : هل تخاف أن تكون قد قتلت أحداً بريئاً؟
__________________
١ ـ سير أعلام النبلاء ٣ ص ٧٧ ، شرح نهج البلاغة مجلد ٣ ج٥ ص ١٢١.