الوارد في الآيات المباركة.
(يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُون) ، وعليهم (لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) في الموردين ، وهذا العطف بالواو على الذّات المقدّسة تعني قدسيّة المعطوف لقداسة المعطوف عليه ، وهذا يجب أن لا يخفى عليك أخي العزيز.
وهنا يجب أن نتذكّر مسألة التولّي لأولياء الله والتبرِّي من أعدائهم.
والولاية تعني : الالتزام بعد الإيمان بنهج أولياء الله. وأمّا البراءة فتعني : التبرّي اللساني والقلبي والفعلي من أعداء الله ورسوله والأئمّة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم).
ولهذا نقرأ في آية الكرسي : (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١).
فالكفر بالطاغوت يجب أن يسبق الإيمان كما في الآية المباركة ؛ لأنّ الإنسان إذا لم يكفر بالطاغوت وينزعه من قلبه تماماً فإنّه لن يخلص في إيمانه بالله تعالى ، وهذا واضح من التشهّد بـ (لا إله إلاّ الله) فالنفي يسبق الإثبات للوحدانية.
ولكن ، أسألك عزيزي القارئ ما هي نتيجة هذا البحث؟ هل وجدت أنّ يزيد وأشباهه وأنصاره يستحقّون اللعنة أم لا؟
وإذا كان الشخص تنطبق عليه صفة من الصفات التي تستحق اللعن ، فهل سوف تلعنه أم لا؟
__________________
١ ـ سورة البقرة : الآية ٢٥٦.