وكانت دعواه من حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لا يكون المؤمن لعّاناً».
وإليك أوّلاً رأي الإمام أحمد بن حنبل بلعن يزيد بن معاوية :
قيل للإمام أحمد : أتكتب حديث يزيد؟
فقال : لا ، ولا كرامة ، أوَ ليس هو الذي فعل بأهل الحرّة ما فعل؟!
وقيل له : إنَّ قوماً يقولون : إنّا نحبّ يزيد.
فقال : وهل يحبّ يزيداً أحد يؤمن بالله واليوم الآخر؟!
فقال له ابنه صالح : فلماذا لا تلعنه؟
فقال الإمام أحمد : ومتى رأيت أباك يلعن أحداً ... ، وكيف لا يُلعن مَنْ لعنه الله تعالى في كتابه؟!
فقيل له : وأين لعن الله يزيد في كتابه؟
فقال : في قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * اُولئك الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) (١).
وهل يكون فساد أعظم من قتل الحسين عليهالسلام؟!
وقد قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) (٢).
وأيّ أذى أشدّ على محمّد صلىاللهعليهوآله من قتل الحسين الذي هو له ولابنته البتول
__________________
١ ـ سورة محمد : الآية ٢٣.
٢ ـ سورة الأحزاب : الآية ٥٧.