قرّة عين (١).
وهل تعلم عزيزي القارئ أنّ ابن تيمية ينقل هذا الحديث إلاّ أنّه يختصره كعادته عندما ينقل مثل هذه الروايات ، ويقف عند قول الإمام أحمد لولده متى رأيت أباك يلعن أحداً ، فيكتب في آخر الرواية (انتهى) ؛ لإشعار القارئ بانتهاء الرواية إلاّ أنّها لم تنتهِ ، ولكنّ التعصّب هو الذي ينهي الرواية حيث يشاء الشيخ.
واللطيف في القضية أنّ شيخاً من تلاميذ الشيخ ابن تيمية هو أبو الفرج ابن الجوزي الفقيه الحنبلي ، يؤلّف كتاباً يردّ به على كتاب ابن تيمية أسماه (الردّ على المتعصّب العنيد) يقول فيه : إنّ إنكار (ابن تيمية) على مَنْ استجاز ذمّ المذموم ، ولعن الملعون من جهلٍ صراحٍ ، فقد استجازه كبار العلماء منهم الإمام أحمد بن حنبل ، وقد ذكر أحمد في حقّ يزيد ما يزيد على اللعنة (٢). ويقصد طبعاً الحديث المتقدّم.
فناصر السنّة والمكافح عن السلف والمدافع عن يزيد وأبيه معاوية هو الشيخ ابن تيمية ؛ وذلك لحبّه وتعلّقه الشديد بهما. ورسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «المرء يحشر مع مَنْ أحبّ». حشره الله معهما هو وجميع مَنْ يتولّونه.
قال ابن العماد الحنبلي ، قال التفتازاني في (شرح العقائد النسفية) : اتفقوا (العلماء) على جواز اللعن على مَنْ قتل الحسين ، أو أمر به ، أو أجازه ، أو
__________________
١ ـ الإتحاف بحبّ الأشراف ص ٦٤.
٢ ـ الردّ على المتعصّب العنيد ص ١٣.