ولكنّ الذي لم يكن له حقّ فيه : هو استباحة المدينة وانتهاك أعراض المسلمين ؛
ولهذا يُبرر بأسلوبه الساخر : لكنّه ـ أي يزيد ـ لم يقتل جميع الأشراف ، ولا بلغ عدد القتلى عشرة آلاف ، ولا وصلت الدماء إلى قبر النبيّ (١)!
وا ويلاه من هذا الكلام! وكأنّك تحسّ من كلام الشيخ أسفه وحسرته إذ لم يقتل الجميع ، وتصل الدماء إلى قبر النبي صلىاللهعليهوآله ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله على هذا الكلام!
فيزيد متأوّل وإمام مُخطئ ، ولكنّ أهل المدينة هم المعتدون لشقّ عصا الطاعة والخروج على الإمام يزيد ؛ ولذا فهم يستحقّون ما وقع لهم ، ولذا أخذ مسلم بن عقبة البيعة ممّن بقي من أهل المدينة على أنّهم عبيد أرقّاء ليزيد بن معاوية ، ولكن كيف ذلك وما تأويلها عند ابن تيمية ، علمه عنده؟
٣ ـ إحراق الكعبة المشرَّفة :
أمّا عن إحراق الكعبة ورميها بالمنجنيق حتّى تهدمّت بقيادة طاغية بني أُميّة (الحجّاج بن يوسف الثقفي) فقد قال المؤرّخون : إنّ جيش يزيد لما قضى على حركة أهل المدينة في وقعة الحرّة توجّه إلى مكة قاصداً ابن الزبير الذي كان معتصماً بها ، فحاصروه ورموه بالمنجنيق حتّى أحرقوا الكعبة ، فصعد قاضي ابن الزبير ينادي : يا أهل الشام ، هذا حرم الله الذي كان مأمناً في الجاهليّة فاتقوا الله.
__________________
١ ـ منهاج السنة النبوية ٢ ص ٢٥٣.