ولا أتعدّى القاتل المباشر للإمام ألا وهو عبيد الله بن زياد.
قالوا : عاش عبيد الله بن زياد بعد موت يزيد فاضطربت عليه الأحوال في العراق فخرج إلى الشام ومعه مئة رجل من الأزد يحفظونه ، وفي بعض الطريق رأوه قد سكت طويلاً ، فخاطبه أحدهم ويدعى مسافر بن شريح اليشكري ، فقال له : أنائمٌ أنت؟
قال : لا ، كنت أحدّث نفسي.
قال له مسافر : أفلا أحدّثك بما كنت تحدّث به نفسك؟
قال : هات.
قال مسافر : كنت تقول : ليتني كنتُ لم أقتل حسيناً.
فقال عبيد الله بن زياد : أمّا قتلي الحسين فإنّه أشار إليّ يزيد بقتله أو قتلي ، فاخترتُ قتله (١).
وكذلك كان أمر يزيد لوالي المدينة بأخذ البيعة أو القتل ، وإلى والي مكة بقتل الإمام عليهالسلام ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة ، كلّ ذلك من بديهيات المؤرّخين كما قرأت من قبل ، ولكنّ الشيخ ابن تيمية كان يتمنّى لو قاد إمامه يزيد الجيش مباشرة لقتل إمامنا الحسين عليهالسلام ، وإبادة ذريّة رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى يرضى ، وربما يعدّها من حسناته كذلك.
__________________
١ ـ الكامل في التاريخ ٤ ص ١٤٠.