ترفع عنه موبقة استباحة المدينة وقتل الأصحاب والتابعين لهم بإحسان ، لا إله إلاّ الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله؟!
هذه الحسنة التي ترفع السيئة عند ابن تيميّة لسيّده ومولاه يزيد ، ولكن أين التأويل في بقيّة أعمال يزيد؟ خذها من الشيخ نفسه :
١ ـ قتل الإمام الحسين عليهالسلام :
يقول : إنّ يزيد لم يظهر الرضا بقتله ، وأنّه أظهر الألم لقتله ، والله أعلم بسريرته ، وقد عُلم أنّه لم يأمر بقتله ابتداءً ، ولكنّه كان مع ذلك ما انتقم من قاتليه ، ولا عاقبهم على ما فعلوا إذ كانوا قتلوه لحفظ ملكه ، ولا قام بالواجب في الحسين وأهل بيته ، ولم يظهر له من العدل وحسن السيرة ما يوجب حمل أمره على أحسن المحامل ، ولا نقل أحد أنّه كان على أسوأ الطرائق التي توجب الحدّ (١).
فيزيد لم يقتل ولا حتّى أمر بالقتل ، ولكنّه لم يعاقب القاتل ؛ لأنّه فعل ذلك لمصلحته ، وهذا أمر عادي في عرف الملوك ، وأعظم ما كان منه أنّه لم يحلم عن الإمام الحسين عليهالسلام ويحمله على العدل وحسن السيرة ، إلاّ أنّ ذلك لا يوجب حدّاً وتنكيلاً وهذا بإجماع العلماء ، ولست أدري أيّ علماء إلاّ علماء السلفيّة والوهابيّة.
ولا داعي للتعليق على كلّ هذه الدعاوي الباطلة بداية ونهاية ، إلاّ أنّني أنقل ما نقله المؤرّخون عن الأمر بقتل سيّد الشهداء عليهالسلام الذي صدر من يزيد ،
__________________
١ ـ رأس الحسين : الآية ٢٠٧.