المناسب جدّاً أن يدعمه باتّفاق العلماء على أنّهم لا يكفّرون أهل القبلة بمجرّد الذنوب ولا بمجرّد التأويل ، (فلماذا تكفّر السلفية الأُمّة كلّها إذن) وأنّ الشخص الواحد إذا كانت له حسنات وسيئات فأمره إلى الله تعالى (١)!
ويزيد من أين له هذه الحسنات أيّها الشيخ؟!
قلَّب الشيخ أوراق التاريخ فلم يجد إلاّ ما تقدّم من يزيد : تاركاً للصلاة ، ملازماً للخمور ، ولا تفارقه الأغاني والغانيات ، ملاعباً للكلاب والقرود والفهود ، لا علاقة له بالدين ، وجلّ علاقته من هذه الدنيا نيل كلّ ما استطاع من الشهوات واللذائذ المحرّمة بلا رادعٍ من دين ولا وازعٍ من ضمير.
وهذا ما لا يرضاه الشيخ في إمامه ، فغاص في التاريخ إلى قعره فوجد ما يتمسّك به وهو : وكان له موقف في القسطنطينية ـ وهو أوّل جيش غزاها ـ ما يعدّ من الحسنات (٢).
وا ويلاه! أيّ حسنة تلك التي وجدتها أيّها الشيخ في ذهاب إمامك يزيد مع الجيش الذي توجّه إلى القسطنطينية ، أيّة حسنة ليزيد في ذلك يا عقلاء المسلمين؟!
وربما تزداد عجباً من جعل هذا الفعل حسنة ليزيد إذا علمت يا عزيزي الكريم كيف شارك يزيد في ذلك الجيش ، خذها من المؤرّخين!
قال ابن الأثير في أحداث سنة ٤٩ هجرية : (في هذه السنة وقيل سنة خمسين
__________________
١ ـ المصدر نفسه : ص٢٠٦.
٢ ـ المصدر نفسه : ص٢٠٧.