ودفع الشرّ لم يحصل منه شيء ، بل زاد الشرّ بخروجه وقتله ، ونقص الخير بذلك وصار سبباً لشرّ عظيم (١).
لماذا صار الإمام الحسين عليهالسلام سبباً لشرّ عظيم يابن تيمية المبجّل؟!
يقول : لأنّ خروجه ممّا أوجب الفتن (٢).
ويعني بالفتن التي كان الإمام الحسين عليهالسلام سبباً فيها : الثورات المتتالية على بني أُميّة إلى أن أسقطتهم ، ورمت بأسطورة معاوية إلى مزابل ونفايات التاريخ ، من ثورة المدينة المنوّرة إلى حركة ابن الزبير في مكة المكرّمة مروراً بثورة التوابين ، وثورة زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام ، ونهضات تلو نهضات وثورات تعقبها ثورات حتّى أطاح العباسيون ببني أُميّة ودفعوها إلى أرذل ما يمكن.
وهذا ما لا يتمنّاه الجماعة السلفية وشيخهم ابن تيمية الذي كان يريد أن يطول الظلم الأموي ، وتدوم الجولة الأمويّة إلى آخر الدهر.
وهذا ما صرّح به مؤسس دولتهم معاوية بن أبي سفيان حين قال للمغيرة بن شعبة نديمة : لا والله ، إلاّ دفناً دفناً. ويقصد الدفن لذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي يعلن عنه بالأذان خمس مرّات.
ألا تعجب عزيزي القارئ أن يرى الهندوسي مصلحةً بخروج الإمام الحسين عليهالسلام ويتعلّم منه ، والمسيحي يرى كلّ الخير بنهضة الإمام الحسين عليهالسلام ويتمنّى أن يكون لديهم مثل هذا العظيم ؛ ليصنعوا له تماثيل من ذهب ، ويدعون
__________________
١ ـ المصدر السابق :ج٢ ص ٢٤٢.
٢ ـ المصدر السابق.