المؤمنين ، وقائد الغرِّ المحجّلين ، ويعسوب الدين ، عدل القرآن الناطق. هذا الذي لولاه لما كان للإسلام ذكر أو فكر؟
وأدعوك عزيزي القارئ إلى تصوّر الإسلام بدون علي بن أبي طالب عليهالسلام ، هل يمكن أن نرفع علياً من تاريخ الإسلام الحنيف؟
إليك بعض ما قاله إمام النواصب ابن تيميّة الذي أصّل اُصول السلفية ، وأسّس لهم القواعد التي بنوا عليها دعوتهم الخارجة عن سنن الدين القويم ، ومن أقواله نعرف أصله وفصله.
كان يقول ابن تيميّة في الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام : (إنّ أبا بكر أسلم شيخاً يدري ما يقول ، وعليٌّ أسلم صبيّاً ، والصبي لا يصحّ إسلامه على قول) (١).
فالإمام علي عليهالسلام لم يكن مسلماً عند ابن تيميّة ؛ لأنّه أسلم صبيّاً ولا يصح إسلام الصبي كما يقول ويدّعي ، ولكن كيف يطلق هذا الحكم ـ بعدم صحة إسلام الصبي ـ لا أدري؟!
لسنا هنا في باب إثبات الفضائل أو مناقشة إسلام الإمام علي عليهالسلام ، ولكن نرجع إلى كلّ مَنْ أرّخ عن هذا الإمام وسيرته ، منذ أن كان في بطن أُمّه ، ثمّ ولادته متفرّداً بهذه الخصيصة في جوف الكعبة ، ثمّ تربيته بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله منذ البداية وحتى شهادته في محراب عبادته في مسجد الكوفة؟!
__________________
١ ـ السلفية الوهابيّة ص ٦٥ عن الدرر الكامنة ١ ص ١٥٥ ، في ترجمة ابن تيمية.