نعم ، إنّ الإمام علياً عليهالسلام هو المحكّ المميّز للناس ، ألم يقل له رسول الله صلىاللهعليهوآله : «حبّ علي عنوان صحيفة المؤمن» (١)؟!
وقال صلىاللهعليهوآله : «مَنْ آذى علياً فقد آذاني» (٢).
وقال أيضاً : «علي مع الحقّ والحقّ مع علي لا يفترقان» (٣).
وقال صلىاللهعليهوآله : «مَنْ أطاع علياً فقد أطاعني ، ومَنْ عصى علياً فقد عصاني» (٤).
وأكّدت كتب الصحاح قوله صلىاللهعليهوآله : «يا علي ، لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق» (٥).
هذا الذي فضائله كُتبت على صفحات تاريخ الإنسانيّة بأنصع الكلمات النورانيّة ، هذا الذي قام الإسلام بسيفه ، ومال خديجة كما في الرواية. هذا الذي قاتل على التنزيل مع رسول الله ، وقاتل على التأويل من بعده ؛ حفاظاً على دين الله من أن يصيبه هدم أو ثلم ، فسلامة الدين أحبّ إليه كما هو ثابت عنه (صلوات الله عليه وآله).
فما هو موقف هذه الجماعة من عظيم الإسلام وإمام المسلمين ، وأمير
__________________
١ ـ ينابيع المودّة ص ١٠٥ ب ٢٠.
٢ ـ مسند أحمد بن حنبل ص ح ١٥٣٩٤.
٣ ـ ينابيع المودة ص ٦٥ ب ٧.
٤ ـ الحاكم في المستدرك ٣ ص ١٢١ و ١٢٨.
٥ ـ صحيح مسلم ١ ص ٨٦ ، الترمذي ٥ ص ٦٤٣ ، النسائي ٨ ص ١١٦ ، ابن ماجة ١ ص ٤٢.