كيف نعبد رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أطلقنا عليه لفظاً يمكن أن نطلقه على كلّ أحد ، وهو الجدير بهذا الوصف دون غيره ، هذا الذي لا أدريه ولا أعرف كيف توصّلت عبقرية ذاك الأستاذ إليه؟!
رسول الله صلىاللهعليهوآله سيّد البشر وسيّد ولد آدم ، وسيّد الأنبياء والمرسلين عليهمالسلام ، هذه بديهيات ؛ ولذا كان الصحابة ينادونه : (يا سيّدي) كما تشهد كتب السيرة والسنن ، فلماذا لا يجوز أن نطلقها على رسولنا الكريم (صلوات الله عليه وآله) ، وتطالبنا أن نطلقها عليك؟!
وليس هذا فقط ، بل إنّ بعضهم كان ينظر لنفسه على أنّه أفضل أو خير من رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ والعياذ بالله ـ وأنفع للأُمّة من رسولها ؛ لأنّه حيّ ورسول الله صلىاللهعليهوآله ميّت!
وذهب آخر إلى القول ـ وهذا القول منسوب في الحقيقة لابن عبد الوهاب شخصياً ـ : ما محمّد؟ إنّ عصاي هذه خيرٌ من محمد ؛ لأنّها ينتفع بها في قتل الحيّة ونحوها ، ومحمّد قد مات ولم يبقَ فيه نفعٌ أصلاً ، وإنّما هو طارش وقد مضى!
ولا شكّ أنّ هذا الكلام كفرٌ بالإجماع ، وهذه الجملة الأخيرة : (هو طارش) من محمد بن عبد الوهاب كما هو معلوم ، وتعني في لغة أهل الشرق : المرسل من قوم إلى آخرين (ساعي بريد) ، فيعني بهذا القول أنّه (صلوات الله عليه وآله) حامل كتب (رسائل) ، أي غاية أمره أنّه كالطارش الذي يرسله الأمير أو غيره في أمرٍ لأناسٍ ؛ ليبلّغهم إيِّاه ثمّ ينصرف(١).
__________________
١ ـ السلفية الوهابيّة ص ٧٧ ، عن روضة المحتاجين لمعرفة قواعد الدين ـ للشيخ رضوان العدل بيبرس ص ٣٨٤.