رسالته رسالة تنزل من السماء إلى الأرض لتخلّص البشريّة من العذاب والعناء.
فـ (محمد رسول الله) أي أنّه صلىاللهعليهوآله هو الذي يستحق أن يُطلق عليه هذا الوصف دون غيره. فمحمد رسول الله صلىاللهعليهوآله وكفى به رسولاً ، وإذا ذكر هو يذهل الإنسان عن كلّ رسول غيره.
أقول : نعم ، إنّ الرسول الحقّ هو محمد دون غيره ، رغم أنّ إخوانه من الرسل السابقين كانوا حقائق موجودة ، ولكن إذا ذُكر العظيم ذُهل عمَّن هم أقلّ منه عظمة.
فكيف تعامل الفكر السلفي والوهابي مع هذا الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله؟! كيف تناولوا ذكره ووصفه ، والصلاة عليه ، وسيرته وسنّته؟!
وكيف بالتالي تعاملوا مع أهله الأطهار الأبرار عليهمالسلام وذريّته المباركة؟!
تلك هي المعضلة الكبرى ، أن تقرأ ما يقولونه أو يطرحونه حول ذاك الحبيب الإلهي وأهل بيته وخاصّته وذريّته الكرام (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
إنّ أصحاب هذه الدعوة أرادوا أن يصنعوا إسلاماً مشوّهاً على مقاساتهم وأفكارهم ، مستفيدين من الدين وسماحته ، فراحوا (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) (١) ، ويلفِّقون الأحاديث ، ويخترعون الأخبار والروايات الكاذبة ، ويجتزئون ويقطعون المرويّات الصحيحة والمتواترة في هذه الأُمّة المرحومة.
عمدوا إلى الاُصول فشوَّهوها ، وإلى الفروع فحرَّفوها ، وإلى السَّنن
__________________
١ ـ سورة النساء : الآية ٤٦.