قدوة وأسوة بقوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (١).
هذا هو البشير النذير والسراج المنير. هذا هو العلم الشامخ والنور الباهر. هذا هو الرسول العظيم والنبي الكريم هو خاتم الأنبياء ، وسيد البشر من الأوّلين والآخرين الذي أفرده الله سبحانه بالرسالة الخاتمة ، وقال عنه : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (٢).
إنّ المتأمّل في هذه الجملة النورانيّة ، وهذا الوصف الكريم لرسول الله صلىاللهعليهوآله يرى أنّه تفرّد به دون غيره من الأنبياء والرسل عليهمالسلام.
فكلّ نبيّ كان يبشّر قومه بالرسول الذي بعده ، وكلّ رسول كان يبشّر بالرسول الذي يليه ، وجميعهم كانوا يبشّرون بالرسول الخاتم المصطفى محمد صلىاللهعليهوآله ، فمن نوح عليهالسلام إلى إبراهيم الخليل عليهالسلام ، ومنه إلى موسى الكليم عليهالسلام وعيسى المسيح عليهالسلام الذي قال مبشّراً : (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (٣).
فكلّهم كانوا محطّات نورانيّة وأساسيّة في الحركة التكامليّة والمسيرة الرساليّة في بني البشر ، ولكن عندما وصلت إلى المحطّة النهائيّة والرسول الخاتم صلىاللهعليهوآله كانت قد وصلت إلى القمّة ؛ إذ أنّه ليس بعده نبيّ ولا رسول ، وليس بعد
__________________
١ ـ سورة الممتحنة : الآية ٦.
٢ ـ سورة الفتح : الآية ٢٩.
٣ ـ سورة الصف : الآية ٦.