قدوة وأسوة بقوله
تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيراً)
.
هذا هو البشير النذير والسراج المنير.
هذا هو العلم الشامخ والنور الباهر. هذا هو الرسول العظيم والنبي الكريم هو خاتم
الأنبياء ، وسيد البشر من الأوّلين والآخرين الذي أفرده الله سبحانه بالرسالة
الخاتمة ، وقال عنه : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) .
إنّ المتأمّل في هذه الجملة النورانيّة
، وهذا الوصف الكريم لرسول الله صلىاللهعليهوآله
يرى أنّه تفرّد به دون غيره من الأنبياء والرسل عليهمالسلام.
فكلّ نبيّ كان يبشّر قومه بالرسول الذي
بعده ، وكلّ رسول كان يبشّر بالرسول الذي يليه ، وجميعهم كانوا يبشّرون بالرسول
الخاتم المصطفى محمد صلىاللهعليهوآله
، فمن نوح عليهالسلام
إلى إبراهيم الخليل عليهالسلام
، ومنه إلى موسى الكليم عليهالسلام
وعيسى المسيح عليهالسلام
الذي قال مبشّراً : (وَمُبَشِّرًا
بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) .
فكلّهم كانوا محطّات نورانيّة وأساسيّة
في الحركة التكامليّة والمسيرة الرساليّة في بني البشر ، ولكن عندما وصلت إلى
المحطّة النهائيّة والرسول الخاتم صلىاللهعليهوآله
كانت قد وصلت إلى القمّة ؛ إذ أنّه ليس بعده نبيّ ولا رسول ، وليس بعد
__________________