بفضل وضوئه ، ويتطببون بلمسه أو بشمِّ عرفه (عرقه) ؛ لأنّه أطيب من المسك والعنبر.
يروى أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج إلى البطحاء في وقت الظهيرة فتوضأ وراح يصلّي ، فقام الناس (المسلمون) فجعلوا يأخذون يده فيمسحون بها وجوههم ، والرواي يقول : فأخذت بيده فوضعتها على وجهي ، فإذا هي أبرد من الثلج ، وأطيب رائحة من المسك (١).
هذا فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه الأوائل ، فهل هذا عبادة لرسول الله صلىاللهعليهوآله من دون الله؟! وفاعله مشرك بالله والعياذ بالله؟! إنّ هذا القول لإفك عظيم!
فالعبادة ـ عزيزي القارئ ـ هي الخضوع والخشوع مع اعتقاد جازم بإلهيّة المخضوع له المعبود ، أو أنّها الخضوع اللفظي أو العملي الناشئ عن الاعتقاد بألوهيّة المخضوع له.
ومن العلماء مَنْ وضع هذا التعريف في قالب آخر حيث قال : إنَّ العبادة هي الخضوع ممّن يرى نفسه غير مستقل في وجوده وفعله أمام مَنْ يكون مستقلاً بنفسه غنيّاً عن غيره.
والعبادة بهذا المعنى هي نداء الله تعالى وسؤاله والخضوع التامّ أمامه ، لاستنزال حاجات الدنيا والآخرة للعبد ؛ لأنّ الله هو الفاعل الحقيقي ،
__________________
١ ـ صحيح البخاري ١ ص ١٨٣ كتاب الصلاة ح ٤٧٩ ، وما يُقارب هذا المعنى راجع الأحاديث رقم : (١٥٨ ـ ١٨٦ ـ ١٨٧ ـ ٣٦٩ ـ ٣٣٤٧ ـ ٣٣٤٨ ـ ٥٣٤٦ ـ ٥٥٢١ ـ ٥٩٩١).