إنّ هذا الكلام هو كجنود معاوية من قبل الذي كان يغتال الناس بالسمّ المدسوس في العسل ويتّهم الله تعالى بأنّه الفاعل ، ويقول : (إنّ لله جنوداً من عسل).
إنّ هذا الكلام المنسّق يدسّ الكفر بالإسلام والشرك باسم التوحيد ، ويخرج الأُمّة من الدين دفعة واحدة بعد أن دخلوه زرافات ووحدانا ومن ثمّ أفواجاً.
اعلم عزيزي القارئ أنّ من ضروريات الدين الإسلامي ، والمُجمع عليه بين جميع الفرق المنتحلة لدين سيّد الأنام محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، بل ومن أعظم أركان التوحيد : توحيد الله (عزَّ وجلَّ) في تدبير العالَم ، كالخلق والرزق ، والإماتة والإحياء ، إلى غير ذلك ممّا يرجع إلى تدبير العالَم ، كتسخير الكواكب ، وجعل الليل والنهار ، والظلم والأنوار ، وإنزال الأمطار وإجراء الأنهار.
فلا كلام بين طوائف أهل الإسلام أنّ المدبّر لهذا النظام هو الله الملك العلاّم وحدهُ(١). كيف لا يكون ذلك ، والمسلم يقرأ العشرات من الآيات القرآنية المباركة التي تصف الله سبحانه بهذه الصفات ، وتسند إليه تلك الأفعال التي يستقل بها من دون الخلق طراً؟! كقوله تعالى : (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) (٢).
__________________
١ ـ الوهابيّة واُصول الاعتقاد ص ٣٥.
٢ ـ سورة يونس : الآية ٣١.