يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) (١).
فالتوسّل بشخص مقرَّبٍ أو مَلكٍ عظيمٍ إلى الله تعالى ليس عبادة له ؛ لاعتقادنا أنّ النفع والضرّر هو من الله سبحانه باستقلاليّة مطلقة ، ولكن نجعله وسيلتنا (واسطتنا) إلى الله ؛ لكي يستجيب لنا ببركة ذاك العظيم أو المقرب إلى ساحات القدس ؛ ولذا ترانا في كثير من أدعيتنا نقول : بجاه الحبيب المصطفى عندك يا الله ، بجاه كلّ مَنْ له جاه عندك ، وبحقّ كلّ مَنْ جعلت له حقّاً عندك ، وبكرامة مَنْ له كرامة عندك ، وهكذا.
وهذا معمول به عند جميع المسلمين منذ عهدهم الأوّل وزمن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله وحتى يومنا هذا ، تراها سنّة مباركة جارية ، فليس الغرض بالعمل والاستغاثة الشرك بالله ـ والعياذ بالله ـ ، بل الغرض : أن يفعل الله فعله ، ويقضي الحاجة ببركتهم وشفاعتهم ؛ حيث إنّهم مقرّبون لديه ، مكرّمون عنده ، ولا مانع من أن يكونوا سبباً ووسيلة لجريان فيضه (٢) الأقدس علينا نحن الفقراء إليه والمذنبون بحقّه علينا.
فلا جرأة لنا أن ندعوه بأنفسنا المخطئة ، وألسنتنا المذنبة ؛ ولذا جاء في الحديث الشريف : «ادعُ الله بلسان لم تخطئ به».
قالوا : كيف ذلك يا رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال صلىاللهعليهوآله : «ادع لأخيك المؤمن ، ودعه يدعو لك ، ودعاء المؤمن لأخيه المؤمن في ظهر الغيب لا يحجبه عن الله حجاب».
__________________
١ ـ سورة الإسراء : الآية ٥٧.
٢ ـ الوهابيّة واُصول الاعتقاد ص ٣٧.