المنشودة ؛ فإنّ تحرّره وطموحه وتبرّمه من مشايخ عصره ، ورأيه المستقل الذي لا يهتم حتّى بالخلفاء الأربعة أمام ما يفهمه هو من القرآن والسنّة ...) (١).
ثمّ هرب من (البصرة) وعاد إلى قرية (حريملة) من نجد بعد أن تأثّر واقتنع من المستر همفر الذي آخاه على أنّه مجدّد الدين ونبيّه الجديد ، إلاّ أنّ أباه كان في تلك القرية فلم يستطع أن يظهر دعوته ، إلى أن مات أبوه فتجرّأ على إظهار عقائده والإنكار على المسلمين عقائدهم.
وتبعه حثالة من الناس إلى أن ضجّ الناس بهم ، وهمّوا بقتلهم فخرج قاصداً (العيينة) وكان فيها زعيم اسمه (عثمان بن أحمد بن معمّر) فأطمعه ابن عبد الوهاب في ملوكية نجد فساعده الرجل طمعاً بالملك ، فأظهر دعوته وذهب إلى قبر زيد بن الخطاب فهدمه ، فوصل خبره إلى زعيم الإحساء والقطيف (سليمان بن محمد بن عزيز) ، فأرسل إلى عثمان يطالبه بقتله ، فأخرجه من منطقته فذهب إلى (الدرعية) سنة (١١٦٠ هـ).
و (الدرعية) هي المكان الذي خرج منه مسيلمة الكذاب وأظهر الفساد ، وكان صاحبها محمد بن سعود من قبيلة عنيزة ، فتوسّل الرجل بامرأة الحاكم إليه ، وطمعه في الغزو للغلبة والاستيلاء على بلاد نجد ، فبايعه محمد بن سعود على سفك دماء المسلمين ، وجعل ابن سعود يجهّز الجيوش لنصرته ، ويؤلّب العساكر لترويج دعوته وطريقته حتّى استقام أمره (٢).
__________________
١ ـ مذكرات مستر همفر ص ٣٤.
٢ ـ الصواعق الإلهية في الردّ على الوهابيّة ص ٢٧ ، عن تاريخ نجد لابن الآلوسي.