ألفي دينار».
فقال الغلام : إن أعتقتني فأنا أريد القيام ببستانك.
فقال الحسين عليهالسلام : «إنَّ الكريم ينبغي له أن يصدِّق قولهُ بالفعل. أوما قلتُ لك اجعلني في حلٍّ ؛ فقد دخلتُ بُستانك بغير إذنك ، فصدّقت قولي ووهبته ؛ البستان وما فيه لك ، فاجعل أصحابي الذين جاؤوا معي أضيافاً ، وأكرمهم من أجلي أكرمك الله تعالى يوم القيامة ، وبارك لك في حسن خُلُقك وأدبك».
فقال الغلام : إن وهبتني بستانك فإنّي قد سبّلته لأصحابك وشيعتك (١).
أي أنّ الغلام قد جعل البستان سبيلاً لأصحاب الإمام الحسين عليهالسلام وشيعته ، وهو خادم وحافظ للبستان فقط.
وإليك قصّة أُخرى من قصص الكرم والجود الحسيني ، مع الأخلاقيّات الاستثنائية التي حباها الله لهذا الإمام العظيم (عليه آلاف التحيّة والسّلام وآله الكرام).
ـ عن الذَّيال بن حرملة قال :
خرج سائل يتخطّى أزقّة المدينة حتّى أتى باب الحسين بن علي عليهالسلام فقرع الباب ، وأنشأ يقول :
لم يخبِ اليومَ مَنْ رجاكَ ومَنْ |
|
حرّكَ من خلفِ بابكَ الحلقه |
فأنتَ ذو الجودِ وأنتَ معدنه |
|
أبوكَ قد كان قاتلَ الفسقه |
__________________
١ ـ المجالس السنية ١ ص ٢٦ ، موسوعة كلمات الإمام الحسين ص ٦٢٥ ، مستدرك الوسائل ٧ ص ١٩٢ ح٨٠٠٦.