وإنْ لم تعطوني النَّصف من أنفسكم (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ) (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) (١)» (٢).
إلى أن قال له قيس بن الأشعث : (ما ندري ما تقول ، ولكن انزل على حكم بني عمّك فإنّهم لن يُرُوك إلاّ ما تحب).
فقال له الإمام الحسين عليهالسلام بكلّ أنفة وإباء ، وشموخ وعظمة :
«لا والله ، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذّليل ، ولا أفرُّ منكم فرار العبيد (٣). يا عباد الله ، إنّي عُذتُ بربّي وربّكم أن ترجمون ، أعوذُ بربّي وربّكم من كلّ متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب» (٤).
فإمّا الحياة بكرامة أو الموت بشهامة ، تلك هي كلمات الإمام الحسين عليهالسلام ، ما زالت شعارات تُكتب على جدران الزمان والمكان ، لتقرأها الأجيال الحرّة المتطلّعة إلى الحريّة والسؤدد ، والشرف والكرامة على طول المدى دائماً وأبداً.
الكرم والجود الحسيني
ما أكثر ما يُحكى عن كرم وسماحة وجود وعطاء الإمام الحسين عليهالسلام ، وهذا بحر لا ينفد على مدى الأيام ، ومهما تحدّثنا فإنّ الوصف قاصر ، والقلم
__________________
١ ـ سورة يونس : الآية ٧١ ، وسورة الأعراف : الآية ١٩٦.
٢ ـ إرشاد المفيد ص ٢٣٤ ، الكلمة ص ٢٧٣.
٣ ـ وفي رواية : ولا أُقرُّ إقرارَ العبيد.
٤ ـ إرشاد المفيد ص ٢٣٤ ، الكلمة ص ٢٧٣.