وإنْ
لم تعطوني النَّصف من أنفسكم (فَأَجْمِعُوا
أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ
اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ) (إِنَّ
وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) »
.
إلى أن قال له قيس بن الأشعث : (ما ندري
ما تقول ، ولكن انزل على حكم بني عمّك فإنّهم لن يُرُوك إلاّ ما تحب).
فقال له الإمام الحسين عليهالسلام بكلّ أنفة وإباء ، وشموخ
وعظمة :
«لا
والله ، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذّليل ، ولا أفرُّ منكم فرار العبيد .
يا عباد الله ، إنّي عُذتُ بربّي وربّكم أن ترجمون ، أعوذُ بربّي وربّكم من كلّ
متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب» .
فإمّا الحياة بكرامة أو الموت بشهامة ، تلك
هي كلمات الإمام الحسين عليهالسلام
، ما زالت شعارات تُكتب على جدران الزمان والمكان ، لتقرأها الأجيال الحرّة
المتطلّعة إلى الحريّة والسؤدد ، والشرف والكرامة على طول المدى دائماً وأبداً.
الكرم والجود الحسيني
ما أكثر ما يُحكى عن كرم وسماحة وجود
وعطاء الإمام الحسين عليهالسلام
، وهذا بحر لا ينفد على مدى الأيام ، ومهما تحدّثنا فإنّ الوصف قاصر ، والقلم
__________________