في الرجوع إلى الدنيا فخذني إليك ، وأدخلني معك في قبرك».
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لا بدّ لك من الرجوع إلى الدُّنيا حتّى تُرزق الشهادة ، وما قد كتب الله لك فيها من الثواب العظيم».
قال : فانتبه الحسين عليهالسلام من نومه فزعاً مرعوباً ، فقصَّ رؤياه على أهل بيته وبني عبد المطلب ، فلم يكن في ذلك اليوم في مشرق ولا مغرب قوم أشدُّ غمّاً من أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا أكثر باكٍ وباكية منهم (١).
ألم تلحظ الشجاعة التي تفيض من موقف الإمام الحسين عليهالسلام؟ وهل يمكن لغير الإمام أن يعرف هذه التفاصيل الدقيقة عن مسيرته الاستشهادية ويطيق عليها صبراً ويحتسبها عند الله؟! هذا من ناحية.
ومن ناحية أُخرى ألم تلحظ عزيزي القارئ الأدب الجمّ ، والأخلاق الإسلاميّة الحسينيّة ، واحترامه لمقام جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله وهو ملحود تحت التراب ، يزوره ويناجيه ، ويبثّ إليه شجونه وهمومه ، ويتلقى التعليمات والتوجيهات المباشرة منه عبر الأحلام الصادقة فينفذها بكلّ قوّة واطمئنان وشجاعة وإقدام؟!
وهؤلاء الخوارج الجدد يرون أن لا قيمة ولا فائدة من رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ والعياذ بالله ـ حتّى قال قائلهم : (إنّ عصاي هذه خير من محمد ؛ لأنّها تنفع ومحمد لا ينفع). أستغفر الله ،
__________________
١ ـ موسوعة بحار الأنوار ٤٤ ص ٣٢٨ ، الفتوح ٥ ص ٢٠ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ١ ص ١٨٦.