قوّته وعدد جنده.
وذات يوم وصف نافع بن جبير معاوية بقوله
تزلّفاً إليه : إنّه كان يسكته الحلم وينطقه العلم ، فقال الإمام عليهالسلام : «بل كان ينطقه البَطَر
ويسكته الحصر» .
فالغني يبطر ويحكي كما يحلو له لا سيما
إذا كان حاكماً ومتسلّطاً على مقاليد الأُمّة ، وأمّا إذا سكت فإنّه عن حصر وعي
وعدم إسعاف قريحته له بالكلام فيسكت رغم أنفه ، فأيّ علم كان عند ذاك الطليق ، وأيّ
حلم كان عند مَنْ قتل الآلاف المؤلّفة ، لا لشيء إلاّ لحبّهم وولائهم لأهل البيت عليهمالسلام ، وصحبتهم لأمير
المؤمنين الإمام علي عليهالسلام؟!
معاوية يعترف بالقتل
وإليك يا عزيزي القارئ هذه القصَّة التي
تدلُّ على غباء الرجل ، وعدم معرفته بالدين الذي يحكم به أُّمته ، ويدَّعي أنّه
خال المؤمنين ، أو أنّه خليفة رسول ربّ العالمين صلىاللهعليهوآله.
يروي صالح بن كيسان يقول :
لمّا قتل معاوية حجرَ بن عدي وأصحابه (رضوان
الله عليهم) حجَّ ذلك العام فلقي الحسين بن علي عليهماالسلام
، فقال : يا أبا عبد الله ، هل بلغك ما صنعنا بحجر وأصحابه ، وأشياعه وشيعة أبيك؟!
فقال عليهالسلام
: «وما صنعتَ
بهم؟».
قال : قتلناهم وكفّناهم وصلَّينا عليهم.
__________________